قصيدة للشاعر أيليا أبوماضي وهي بعنوان
فلسفة الحياة
أيها الشاكي ومابك داء كيف تغدو إذا غدوت عليلا
إن شر الجناة في الأرض نفس تتوقى قبل الرحيل الرحيلا
وترى الشوك فوق الورود وتعمى أن ترى فوقها الندى أكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل من يظن الحياة عبئا ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال لايرى في الوجود شيئا جميلا
ليس أشقى ممن يرى العيش مرا ويظن اللذات فيه فضولا
أحكم الناس في الحياة أناس عللوها فأحسنوا التعليلا
فتمتع بالصبح مادمت فيه لا تخف أن يزول حتى يزولا
وإذا ما أظل رأسك هم قصر البحث فيه كي لا يطولا
أدركت كنهها طيور الروابي فمن العار أن تظل جهولا
ما تراها والحقل ملك سواها أتخذت فيه مسرحا ومقيلا
تتغنى والصقر قد ملك الجو عليها والصائدون السبيلا
تتغنى وقد رأيت بعضها يؤخذ حيا والبعض يقضى قتيلا
تتغنى وعمرها بعض عام أفتبكي وقد تعيش طويلا
فهي فوق الغصون في الفجر تتلو سور الوجد والهوى ترتيلا
وهي طورا على الثرى واقعات تلقط الحب أو تجر الذيولا
كلما أمسك الغصون سكون صفقت للغصون حتى تميلا
فإذا ذهب الأصيل للروابي وقفت فوقها تناجي الأصيلا
فأطلب اللهو مثلما تطلب الأطيار عند الهجير ظلا ظليلا
وتعلم حب الطليعة منها وأترك القال للورى والقيلا
فالذي يتقى العواذل يلقى كل حين في كل شخص عذولا
أنت للأرض أولا وأخير كنت ملكا أو عبدا ذليلا
لا خلود تحت السماء لحي فلماذا تراود المستحيلا
كل نجم إلى الأفول ولكن آفة النجم أن يخاف الأفولا
غاية الورد في الرياض ذبول كن حكيما وأسبق إليه الذبولا
وإذا ما وجدت في الأرض ظلا فتفيأ به إلى أن يحولا
وتوقع إذا السماء اكفهرت مطرا في السهولا
قل لقوم يستنزفون المأقي هل شفيتم من البكاء غليلا
ما أتينا إلى الدنيا لنشقى فأريحوا أهل العقول العقولا
كل من يجمع الهموم عليه أخذته الهموم أخذا وبيلا
كن هزارا في عشه يتغني ومع الكبل لا يبالي الكبولا
لا غرابا يطارد الدود في الأرض ويوما في الليل يبكي الطلولا
كن غديرا يسير في الأرض رقراقا فيسقي من جانبيه الحقولا
تستحم النجوم فيه ويلقى كل شخص وكل شيء مثيلا
لا وعاء يقيد الماء حتى تستحل المياه فيه وحولا
كن مع الفجر نسمة توسع الأزهار شما وتارة تقبيلا
لا سموما من السوافي اللواتي تملأ الأرض في الظلام عويلا
ومع الليل كوكبا يؤنس الغابات والنهر والروبى والسهولا
لا دجى يكره العوالم والناس فيلقي على الجميع سدولا
أيها الشاكي وما بك داء كن جميلا ترى الوجود جميلا